الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وضريته وآله واصحابه وبعد: فَاِنَّ مَايَجْرِي فِي حَلَبَ مِنْ مَجَازِرَ بِحَقِّ الْمَدَنِيِّينَ: هُوَ مِنَ السِّيَاسَةِ الْحَمْقَاءِ الرَّعْنَاءِ الَّتِي يَتَّبِعُهَا الرُّوسُ: وَالَّتِي لَاتَقِلُّ حَمَاقَةً عَنِ السِّيَاسَةِ الَّتِي كَانَ يَتَّبِعُهَا اُوبَامَا: وَالَّتِي سَتُؤَدِّي اِلَى نِهَايَتِنَا حَتْماً: وَاِذَا انْتَهَيْنَا: فَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ بَعْدَ نِهَايَتِنَا مَنْ يَحْمِي دَوْلَةَ اِسْرَائِيلَ وَيَعْمَلَ عَلَى نَفْسِ الْكَفَاءَةِ الَّتِي كُنَّا نَعْمَلُ عَلَيْهَا فِي هَذِهِ الْحِمَايَةِ: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ مِنْ اِيقَافِ الْقَصْفِ فَوْراً عَلَى هَؤُلَاءِ الْمَدَنِيِّينَ الْاَبْرِيَاءِ: وَالْقَضَاءِ عَلَى سِيَاسَةِ الْاَرْضِ الْمَحْرُوقَةِ الَّتِي لَنْ نَجْنِيَ مِنْهَا اِلَّا مَزِيداً مِنَ الْهَزَائِم ِالْمُتَلَاحِقَةِ: وَاَنْ نَعْمَلَ عَلَى الْمُصَالَحَةِ مَعَهُمْ فَوْراً؟ مِنْ اَجْلِ اسْتِغْلَالِ اَكْبَرِ عَدَدٍ مِنْهُمْ فِي التَّجْنِيدِ لِصَالِحِنَا: وَلِصَالِحِ الْقَضَاءِ عَلَى الْاِرْهَابِ: وَاَنْ نَعْمَلَ عَلَى حِمَايَةِ عَائِلَاتِهِمْ: وَعَلَى ازْدِهَارِ الْمَشَارِيعِ الْعُمْرَانِيَّةِ فِي بِيئَاتِهِمْ: وَهَذِهِ هِيَ الطَّرِيقَةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي نَسْتَطِيعُ بِهَا اَنْ نُمَيِّزَ الْمُعَارَضَةَ الْمُعْتَدِلَةَ مِنَ الْمُتَطَرِّفَةِ: وَاِلَّا فَاِنَّ التَّعَامُلَ بِمُنْتَهَى الْقَسْوَةِ وَالْوَحْشِيَّةِ مَعَ هَؤُلَاءِ: لَنْ يَجْلِبَ اِلَّا مَزِيداً مِنَ التَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ الَّذِي سَنَقَعُ نَحْنُ وَالْيَهُودُ بِسَبَبِهِ فِي دَائِرَةٍ خَطِيرَةٍ مُغْلَقَةٍ لَنْ نَسْتَطِيعَ الْخُرُوجَ مِنْهَا: وَنَحْنُ نَطْمَعُ فِي تَعَامُلَاتِنَا بِحُكُومَةٍ مُعَارِضَةٍ مُعْتَدِلَةٍ مُسَالِمَةٍ مُتَعَاوِنَةٍ مَعَنَا فِي مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ: كَالَّتِي يَرْاَسُهَا اَبُو مَازِنٍ فِي فَلَسْطِينَ: وَالَّتِي كَانَتْ وَمَازَالَتْ دَائِماً عَلَى مُسْتَوَى طُمُوحِ الشَّعْبَيْنِ الْاِسْرَائِيلِيِّ وَالْفِلَسْطِينِيِّ: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: نِظَامُ بَشَّارَ اَيُّهَا الْاِخْوَة يُرِيدُ اَنْ تَبْقَى سُورِيَّا جُزْءاً مِنَ الصِّرَاعِ الْعَالَمِيِّ: وَلَنْ يَتَوَقَّفَ الصِّرَاعُ لِهَذَا السَّبَبِ كَمَا يُرِيدُ بَشَّارُ وَحُلَفَاؤُهُ الْاِيرَانِيُّونَ وَالرُّوسُ لِهَذَا الصِّرَاعِ اَنْ يَسْتَمِرَّ اِلَى الْاَبَدِ: وَنَقُولُ لِبَشَّارَ: وَهَلِ الْيَمَنُ جُزْءٌ مِنْ هَذَا الصِّرَاعِ الْعَالَمِيِّ اَيْضاً: هَلْ تَتَحَدَّى اللهَ اَنْتَ وَحُلَفَاؤُكَ الْيَهُودُ الصَّفَوِيُّونَ الشُّيُوعِيُّونَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{كُلَّمَا اَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ اَطْفَاَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين( فَاِذَا وَصَلَ الْاَمْرُ اِلَى التَّحَدِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ: فَعَلَيْكَ وَعَلَى كُرْسِيِّكَ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الَّذِي سَيَخْسِفُ بِهَا سُبْحَانَهُ اِلَى اَسْفَلِ سَافِلِينَ فِي سِجِّين: اِيَّاكَ اَنْ تَعْتَقِدَ وَلَوْ لِلَحْظَة: اَنَّهُ بِاِمْكَانِكَ اَنْتَ وَحُلَفَاؤُكَ الْبَائِسُونَ اَنْ تُشْعِلَ الْحُرُوبَ مَتَّى شِئْتَ: وَاَنْ تُوقِفَهَا مَتَى شِئْتَ: لَا يَا مِسْكِين: دُخُولُ الْحَمَّامِ لَيْسَ كَالْخُرُوجِ مِنْهُ: وَاِنَّمَا ذَلِكَ بِيَدِ اللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ: نعم ايها الاخوة: ثُمَّ يَقُولُ بَشَّار: اِنَّ الْبَرَامِيلَ الْمُتَفَجِّرَةَ تَسْتَهْدِفُ الْاِرْهَابِيِّينَ بِالدَّرَجَةِ الْاُولَى: وَهُوَ يَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ اَنَّهَا تَسْتَهْدِفُ الْاَبْرِيَاءَ قَبْلَ اَنْ تَسْتَهْدِفَ الْاِرْهَابِيِّينَ: وَلْنَفْرِضْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءَ: اَجَارُوا هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ: وَاَصْبَحَ الْاِرْهَابِيُّ الْمُحَارِبُ تَحْتَ حِمَايَةِ مَنْ يُجِيرُهُ وَيَحْمِيهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاء: فَمَنْ سَمَحَ لِبَشَّارَ وَحُلَفَائِهِ اَنْ يَخْفِرُوا ذِمَمَ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاء: وَهَلْ يَجُوزُ لِمُسْلِمٍ يُوَحِّدُ اللهَ اَنْ يَعْتَدِيَ عَلَى كَافِرٍ مُحَارِبٍ اِرْهَابِيٍّ اَجَارَهُ مُسْلِمٌ مِثْلُهُ وَحَمَاهُ: فَاِذَا كَانَ هَذَا الِاعْتِدَاءُ لَايَجُوزُ عَلَى الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ الْمُجَارِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ: فَكَيْفَ تُبِيحُ لِنَفْسِكَ اَنْتَ وَحُلَفَاؤُكَ الْبَائِسُونَ اَنْ تَعْتَدُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبُّنَا اللهُ بِمُنْتَهَى تِلْكَ الْقَسْوَةِ وَالْوَحْشِيَّةِ الَّتِي لَامَثِيلَ لَهَا: نعم ايها الاخوة: إِذَا أَجَارَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُشْرِكاً مُحَارِباً فِى دَارِ الْإِسْلَامِ: اَوْ خَارِجِيّاً دَاعِشِيّاً اِرْهَابِيّاً مُحَارِباً: اَوْ قَاعِدِيّاً مُحَارِباً: اَوْ جَفَشِيّاً مُحَارِباً: اَوْ جَبْهَاوِيّاً نَصْرَاوِيّاً مُحَارِباً: فَيَجِبُ مُعَاوَنَتُهُ عَلَى ذَلِكَ: وَيَحْرُمُ خَفْرُ ذِمَّتِهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ أَبِى مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِى طَالِبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِى طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُّهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: (مَنْ هَذِهِ). فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِى طَالِبٍ، فَقَالَ: (مَرْحَباً بِأُمِّ هَانِئ)، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفاً فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي، أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلُانٌ بْنُ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئ)، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين