|
المنتدى الاسلامي والحياة كل ما يخص ديننا الحنيف ،، والسنة النبوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-04-16, 05:11 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الباطنية الاسماعيلية والنصيرية والدرزية بشيء من التفصيل
[SIZE="6"][FONT="Arial"][CENTER][FONT="Arial"][SIZE="6"][B][B][CENTER][B]اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ: فَاِنَّنَا نُجِيبُ اِجَابَةً طَوِيلَةً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَنْ سُؤَالٍ وَرَدَ اِلَيْنَا مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: مَنْ هُمُ الْبَاطِنِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ الْعُلَمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤَرِّخِينَ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ فِي الْفِرَقِ وَهُمْ اَرْبَابُ الْمَقَالَاتِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِرَقِ: يُقَسِّمُونَ الْفِرَقَ الْاِسْلَامِيَّةَ اِلَى اَرْبَعِ فِرَقٍ كِبَارٍ وَهُمُ: الْخَوَارِجُ، وَالْمُعْتَزِلَةُ، وَالْمُرْجِئَةُ، وَالشِّيعَة، نَعَمْ اَخِي: وَالشِّيعَةُ هُمْ اَخْطَرُ الْفِرَقِ وَاَشَدُّهَا عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، نعم اخي: وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَتَحَدَّثَ عَنِ الشِّيعَةِ، فَالْحَدِيثُ عَنِ الشِّيعَةِ يَطُولُ؟ لِاَنَّ الشِّيعَةَ فِرَقٌ مُتَعَدِّدَةٌ وَمُتَنَوِّعَة، وَلِذَلِكَ نَقْتَصِرُ فِي حَدِيثِنَا عَنِ الشِّيعَةِ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى فِرْقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهُمْ فَقَطْ وَهُمُ الْبَاطِنِيَّةُ الَّذِينَ اَرْسَلَ اِلَيْنَا السَّائِلُ بِشَاْنِهِمْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَقَبْلَ اَنْ نَبْدَاَ الْحَدِيثَ عَنِ الْبَاطِنِيَّةِ، نُشِيرُ اِلَى مَدْخَلٍ وَمُقَدِّمَةٍ تَمْهِيدِيَّةٍ؟ مِنْ اَجْلِ الْحَدِيثِ عَنْهُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَالَّذِينَ يَكْتُبُونَ فِي الْفِرَقِ، يُقَسِّمُونَ الشِّيعَةَ اِلَى فِرَقٍ وَاَصْنَافٍ، فَلَوْ بَدَاْنَا بِاَقْدَمِ كِتَابٍ عِنْدَنَا اَوْ بَيْنَ اَيْدِينَا فِي الْفِرَقِ، لَوَجَدْنَا اَنَّ كِتَابَ مَقَالَاتِ الْاِسْلَامِيِّينَ لِاَبِي الْحَسَنِ الْاَشْعَرِيِّ: يُقَسِّمُ فِيهِ الشِّيعَةَ اِلَى ثَلَاثَةِ اَصْنَاف: اَلصِّنْفُ الْاَوَّلُ: هُمْ غَالِيَةُ الشِّيعَةِ، وَالصِّنْفُ الثَّانِي: هُمُ الرَّافِضَةُ، وَالصِّنْفُ الثَّالِثُ: هُمُ الزَّيْدِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَغَالِيَةُ الشِّيعَةِ يُقْسَمُونَ فِي كِتَابِ اَبُو الْحَسَنِ اِلَى: خَمْسِ عَشْرَةَ فِرْقَة، وَاَمَّا الرَّافِضَةُ: فَاِلَى اَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فِرْقَة، وَاَمَّا الزَّيْدِيَّةُ: فَهُمْ سِتُّ فِرَقٍ، نَعَمْ اَخِي: وَالَّذِي يَهُمُّنَا مِنْ كِتَابِ الْاَشْعَرِيِّ: اَنَّ الْاَشْعَرِيَّ هُنَا جَعَلَ الْفِرْقَةَ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ مِنَ الرَّافِضَةِ: هِيَ الْقَرَامِطَةُ، نعم اخي: جَعَلَ اَبُو الْحَسَنِ الْقَرَامِطَةَ وَهُمْ بَاطِنِيَّة: وَمَعَ ذَلِكَ جَعَلَهُمْ مِنْ فِرَقِ الرَّافِضَةِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة وَهَذِهِ نَاحِيَة، وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّنَا نَجِدُ بَعْضَ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ يَجْعَلُونَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ وَهِيَ مِنْ طَوَائِفِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَمَعَ ذَلِكَ يَجْعَلُونَهَا فِرْقَةً مِنْ فِرَقِ الرَّوَافِضِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ فِي كِتَابِهِ الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ فَاِنَّهُ يَقُولُ: وَاَمَّا الرَّاوَافِضُ: فَاِنَّ السَّبَئِيَّةَ مِنْهُمْ: اَظْهَرُوا بِدْعَتَهُمْ فِي زَمَنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِعَلِيٍّ: اَنْتَ الْاِلَهُ! فَاَحْرَقَ عَلِيٌّ قَوْماً مِنْهُمْ، وَنَفَى عَبْدَ اللهِ بْنَ سَبَاٍ الْيَهُودِيَّ اِلَى الْمَدَائِنِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْفِرْقَةُ السَّبَئِيَّةُ: لَيْسَتْ مِنْ فِرَقِ اُمَّةِ الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: وَالسَّبَئِيَّةُ: هُمْ اَتْبَاعُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبَاَ الَّذِي قَالَ بِتَاْلِيهِ عَلِيٍّ بْنِ اَبِي طَالِب، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الشَّهْرَسْتَانِي فِي كِتَابِهِ الْمِلَلُ وَالنِّحَلُ: فَاِنَّهُ يُقَسِّمُ الشِّيعَةَ اِلَى خَمْسِ فِرَقٍ وَهِيَ التَّالِيَة: كَيْسَانِيَّة، زَيْدِيَّة، اِمَامِيَّة، غُلَاة، اِسْمَاعِيلِيَّة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالْقَصْدُ مِنْ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ: اَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ الْيَقِينِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ فِرَقَ الْبَاطِنِيَّةِ وَاِنْ كَانُوا يَقُولُونَ بِاَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْبَاطِنِيَّةَ هِيَ وَثِيقَةُ الصِّلَةِ بِالرَّافِضَةِ وَبِالشِّيعَةِ عُمُوماً، بَلْ اِنَّ الْبَاطِنِيَّةَ هِيَ مِنْ فِرَقِ الشِّيعَةِ، بَلْ هِيَ جُزْءٌ لَايَتَجَزَّاُ مِنَ الشِّيعَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَعْنِي بِالْبَاطِنِيَّةِ ثَلَاثَ فِرَقٍ: وَهُمُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ، وَالنُّصَيْرِيَّةُ، وَالدُّرُوزُ، نعم اخي: وَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ الثَّلاثة: هم الَّذِينَ سَيَقْتَصِرُ الْحَدِيثُ عَلَيْهِمْ هُمْ فَقَطْ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَمَا هُوَ مَعْنَى الْبَاطِنِيَّة، وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لُقِّبُوا بِالْبَاطِنِيَّةِ؟ لِقَوْلِهِمْ اَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ عِلْمَ الظَّاهِرِ، وَ اَمَّا الْاِمَامُ فيَعْلَمُ عِلْمَ الْبَاطِنِ، فَحَرَّفُوا مَعَانِيَ الْقُرْآَنِ! وَجَعَلُوا هَذِهِ التَّحْرِيفَاتِ: هِيَ عِلْمَ الْبَاطِنَ! نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَقْصُودُهُمْ مِنْ هَذَا الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ: فَهُوَ اِبْطَالُ الشَّرَائِعِ! وَالْخُرُوجُ عَنْ اَحْكَامِ الدِّينِ! وَالْقَضَاءُ عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيد! نَعَمْ اَخِي: وَضَرَرُ الْبَاطِنِيَّةِ عَلَى فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الْمُشْرِكِينَ( وَنَحْنُ تَعَوَّدْنَا فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِنَا اَنْ نَقُولَ مَالَنَا وَمَاعَلَيْنَا(نَعَمْ اَخِي: وَمَنْشَاُ دِينِ الْبَاطِنِيَّةِ: هُوَ مِنْ وَثَنِيَّةِ اَوْلَادِ الْمَجُوسِ عُبَّادِ النَّارِ الَّذِينَ امْتَلَاَتْ قُلُوبُهُمْ وَنُفُوسُهُمْ بِالْحِقْدِ عَلَى الْاِسْلَامِ، وَرَاَوْا اَنَّهُ لَاسَبِيلَ لَهُمْ لِلِانْتِصَارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِقُوَّةِ السِّلَاحِ، فَاَرَادُوا الْكَيْدَ لَهُ بِالْبَاطِنِ الْبَاطِلِ، فَسَلَكُوا مَسْلَكَ التَّشَيُّعِ، وَعَمَدُوا اِلَى الِانْسِلَاخِ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ بِاسْمِ التَّاْوِيلِ الْبَاطِنِ، نَعَمْ اَخِي: فَالْبَاطِنِيَّةُ قَوْمٌ يَتَسَتَّرُونَ بِالْاِسْلَامِ، وَيَتَظَاهَرُونَ بِالرَّفْضِ وَالتَّشَيُّعِ، وَلَكِنَّهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ: هُمْ زَنَادِقَةٌ مَلَاحِدَةٌ، يُجِيزُونَ وَيَقْصُدُونَ اِسْقَاطَ هَذَا الدِّينِ، وَالْقَضَاءَ عَلَى دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاِبْطَالَهُ بِاُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَلِهَذَا نَجِدُ اَنَّ اَهْلَ الْقِبْلَةِ عُمُوماً وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَهْلِ الْبِدَعِ الْغَرِيبَةِ الْمُنْكَرَةِ وَمَعَ ذَلِكَ: كُلُّهُمْ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، نَعَمْ اَخِي: فَتَجِدُ الْمُعْتَزِلَةَ مَثَلاً يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ الزَّيْدِيَّةَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ الْاَشَاعِرَةَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ اَهْلَ السُّنَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّة، بَلْ تَجِدُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةَ الْاِمَامِيَّةَ مِنْ شِيعَةِ حَسَنْ نَصْرَ الله وَالْخَامِنْئِي كُلُّهُمْ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: فَمَثَلاً اَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ الْاَشْعَرِيُّ: يَكْتُبُ كِتَاباً جَيِّداً بِعُنْوَانِ: فَضَائِحِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَيَكْشُفُ فِي كِتَابِهِ خُطَطَهُمْ وَمَكَائِدَهُمْ، وَاَنَّهُمْ فِعْلاً زَنَادِقَةٌ وَمَلَاحِدَة، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: تَكَلَّمَ كَلَاماً نَفِيساً وَمُهِمّاً بِشَاْنِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الْبَاقِلَّانِيُّ: يَهْتُكُ اَسْتَارَهُمْ وَيَكْشُفُ اَسْرَارَهُمْ، وَكَذَلِكَ الْقَاضِي اَبُو يَعْلَى: يَكْشِفُ عَنْ خَطَرِهِمْ فِي كِتَابِهِ الْمُعْتَمَدِ فِي اُصُولِ الدِّينِ، وَكَذَلِكَ نَجِدُ عُلَمَاءَ الزَّيْدِيَّةِ: يَكْتُبُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ: وَمِنْهُمْ يَحْيَي بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ: عِنْدَمَا كَتَبَ كِتَاباً سَمَّاهُ: الْاِقْحَامُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ الطِّغَام، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ نَجِدُ عَبْدَ الْجَبَّارِ الْمُعْتَزِلِيَّ: يَكْتُبُ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ فِي كُتُبِ هَؤُلَاءِ: هُمْ عَدُوٌّ لِلْمُسْلِمِينَ، وَاَخْطَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَلْ هُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلِذَلِكَ نَجِدُ اَنَّ اَهْلَ الْقِبْلَةِ كُلَّهُمْ عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ، وَمَعَ ذَلِكَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبِاطِنِيَّةِ؟ لِيُنَافِحُوا عَنِ الْاِسْلَامِ بِزَعْمِهِمْ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ الْقَادِرِ الْبَغْدَادِيُّ: اِعْلَمُوا اَسْعَدَكُمُ اللهُ: اَنَّ ضَرَرَ الْبَاطِنِيَّةِ عَلَى فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ عَلَيْهِمْ: بَلْ هُوَ اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الدَّجَّالِ الَّذِي سَيَظْهَرُ فِي آَخِرِ الزَّمَان، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَقَدْ حَكَى اَصْحَابُ الْمَقَالَاتِ: اَنَّ الَّذِينَ اَسَّسُوا دَعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةِ: هُمْ جَمَاعَةٌ: مِنْهُمْ مَيْمُونُ الْقَدَّاحِ وَمَنْ مَعَهُ: وَهُمُ الَّذِينَ بَدَؤُوا بِالدَّعْوَةِ اِلَى الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَيَذْكُرُ اَصْحَابُ التَّوَارِيخِ: اَنَّ دَعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةِ: ظَهَرَتْ اَوَّلاً فِي زَمَنِ الْمَاْمُونِ: وَانْتَشَرَتْ فِي زَمَنِ الْمُعْتَصِمِ، نَعَمْ اَخِي: وَيَذْكُرُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيِّ: اَنَّ بِدَايَةَ الْبَاطِنِيَّةِ سَنَةَ 250 هجرية، نعم اخي: ثُمَّ يُبَيِّنُ ابو حامد الغزالي: خَطَرَ الْقَوْمِ: وَاَنَّهُمْ مَلَاحِدَةٌ: فِي الْمَقَالَةِ الَّتِي فَصَّلَهَا فِي كِتَابِهِ: فَضَائِحُ الْبَاطِنِيَّةِ: حَيْثُ قَال: مِمَّا تَطَابَقَ عَلَيْهِ نَقَلَةُ الْمَقَالَاتِ قَاطِبَةً: اَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةَ: لَمْ يَفْتَتِحْهَا مُنْتَسِبٌ اِلَى مِلَّةٍ، وَلَامُعْتَقِدٌ بِنِحْلَةٍ؟ لِاَنَّ مَسَاقَهَا يَنْقَادُ اِلَى الِانْسِلَالِ مِنَ الدِّينِ: كَانْسِلَالِ الشَّعْرَةِ مِنَ الْعَجِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ هِيَ النُّقْطَةُ الْاُولَى، وَنَنْتَقِلُ الْآَنَ اِلَى النُّقْطَةِ الثَّانِيَةِ: وَنَذْكُرُ جُمْلَةً مِنْ اَلْقَابِ الْقَوْمِ الْبَاطِنِيِّينَ: وَهُوَ لَقَبُ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَلُقِّبُوا بِذَلِكَ؟ لِقَوْلِهِمْ: اِنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً، وَاَرَادُوا بِكَلِمَةِ الْبَاطِنِ: اِسْقَاطَ هَذَا الدِّينِ: وَاِبْطَالَ اُصُولِ الدِّينِ وَفَرَائِعِهِ وَشَرَائِعِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الثَّانِي لَهُمْ: فَهُوَ الْقَرَامِطَةُ: وَذَلِكَ نِسْبَةً اِلَى حَمْدَانَ قِرْمِطْ اَوْ قَرْمَطْ: وَكَانَ حَمْدَانُ هَذَا مِنْ اَحَدِ دُعَاةِ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الثَّالِثُ: فَهُوَ الْخُرَّمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ خُرَّمٍ: هِيَ لَفْظٌ اَعْجَمِيٌّ: وَالْمُرَادُ بِهِ هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَلَذُّ الْمُسْتَطَابُ: وَذَلِكَ نِسْبَةً اِلَى اَنَّهُمْ اَصْحَابُ اِبَاحِيَّةٍ، وَاَصْحَابُ فَوَاحِشَ، وَيَسْتَحِلُّونَ الْفَوَاحِشَ وَالْمُحَرَّمَاتِ: وَمِنْهَا نِكَاحُ الْمَحَارِمِ، بَلْ اِنَّ بَعْضَهُمْ كَمَا ذَكَرَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: سَنَّ لِاَتْبَاعِهِ الشُّذُوذَ وَاللِّوَاطَ وَالْعَيَاذُ بِالله، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الرَّابِعُ: فَهُوَ الْبَابَكِيَّة: نِسْبَةً اِلَى بَابِكَ الْخُرَّمِيِّ الَّذِي قَاتَلَ دَوْلَةَ الْخِلَافَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ فِي زَمَنِ الْمُعْتَصِمِ: وَاشْتَدَّتْ شَوْكَتُهُ، وَعَظُمَ شَرُّهُ حَتَّى قُتِلَ وَصُلِبَ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الْخَامِسُ لِلْبَاطِنِيَّةِ: فَهُوَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ: نِسْبَةً اِلَى زَعِيمِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ اِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرَ، وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا: نَعَمْ اَخِي: لَابُدَّ لَكَ مِنْ دِرَاسَةِ تَارِيخِ الشِّيعَةِ جَيِّداً مُنْذٌ نَشْاَتِهِمْ: قَبْلَ اَنْ تَدْرُسَ تَارِيخَ الْبَاطِنِيَّةِ مُنْذُ نَشْاَتِهِمْ بِدَوْرِهِمْ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ فَرْعٌ اَخْبَثُ عَنِ الشِّيعَةِ الْخُبَثَاء: فَحِينَمَا نَجِدُ اَنَّ الرَّافِضَةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْاِمَامِيَّةَ يَتَّفِقُونَ فِي الْاِمَامَةِ اِلَى اَنْ وَصَلُوا اِلَى الْاِمَامِ جَعْفَرَ الصَّادِقِ: فَمَاذَا حَدَثَ هُنَا؟ نَعَمْ اَخِي: اِذَا لَمْ تَفْهَمْ هَذِهِ النُّقْطَةَ الْحَسَّاسَةَ فِي تَارِيخِ الشِّيعَةِ، فَلَنْ تَفْهَمَ شَيْئاً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة، نَعَمْ اَخِي: وَقَعَ الْخِلَافُ بَعْدَ الْاِمَامِ جَعْفَرَ الصَّادِقِ، وَحَصَلَ انْشِقَاقٌ كَبِيرٌ فِي فِرْقَةِ الشِّيعَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ، فَقَالُوا: اِنَّ الْاِمَامَ بَعْدَ جَعْفَر هُوَ مُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرُ الصَّادِقِ، وَاَمَّا الْفَرِيقُ الْآَخَرُ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ فَقَالُوا: لَا اِنَّ الْاِمَامَ هُوَ اِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرَ الصَّادِقِ، نَعَمْ اَخِي: فَحَصَلَ هُنَا الِانْشَقَاقُ الضَّخْمُ الْهَائِلُ فِي فِرْقَةِ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ، وَتَمَيَّزَتْ فِرْقَةُ الرَّافِضَةِ الشِّيعَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْاِمَامِيَّةَ، وَاسْتَقَلَّتْ عَنْ غَيْرِهَا مِنَ الْفِرَقِ، وَظَهَرَتْ فِرْقَةٌ جَدِيدَةٌ وَهِيَ الشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ: نِسْبَةً اِلَى اِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرَ، وَانْشَقَّتْ عَنِ الْفِرْقَةِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْمُوسَوِيَّةَ الْكَاظِمِيَّةَ: نِسْبَةً اِلَى مُوسَى الْكَاظِمِ بْنِ جَعْفَرَ وَالَّتِي يَتَزَعَّمُهَا الْخَامِنْئِيُّ فِي اَيَّامِنَا فِي اِيرَانَ وَحَسَنُ نَصْرُ اللهِ فِي لُبْنَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ السَّادِسُ لِلْبَاطِنِيَّةِ: فَهُوَ التَّعْلِيمِيَّةُ؟ لِاَنَّ مَبْدَاَ مَذْهَبِهِمْ وَاَسَاسَهُ: يَقُومُ عَلَى التَّلَقِّي وَالتَّعْلِيمِ مِنَ الْاِمَامِ الْمَعْصُومِ: وَلَيْسَ عَنْ طَرِيقِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: بَلْ عَنْ طَرِيقِ اَئِمَّتِهِمُ الَّذِينَ يَدَّعُونَ لَهُمُ الْعِصْمَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اَشْهَرُ اَلْقَابِهِمْ: فَهُوَ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهُؤَلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ اَيْضاً: لَهُمْ اَلْقَابٌ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْاَمْكِنَةِ وَالْاَزْمِنَةِ: فَنَجِدُ مَثَلاً اَنَّهُمْ فِي مِصْرَ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْعُبَيْدِيِّينَ: نِسْبَةً اِلَى عُبَيْدِ اللهِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي اَسَّسَ دَوْلَةَ الْعُبَيْدِيِّينَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ: وَالَّتِي اَسْمَوْهَا فِيمَا بَعْدُ كَذِباً وَزُوراً بِالدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَتُسَمَّى الْبَاطِنِيَّةُ فِي بِلَادِ الشَّامِ: بِالنُّصَيْرِيَّةِ وَالدُّرُوزِ، نَعَمْ اَخِي: وَتُسَمَّى الْبَاطِنِيَّةُ فِي بِلَادِ الْاَكْرَادِ: بِالْبَقْدَاشِيَّة، وَاَمَّا فِي بِلَادِ اِيرَانَ فَتُسَمَّى: بِالْبَابِيَّةِ، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ شَيْخُ الْاِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ عَنْ هَذِهِ الْاَلْقَابِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا: اَنَّ مِنْهَا مَايَعُمُّ: وَمِنْهَا مَايَخُصُّ بَعْضَ اَصْنَافِهِمْ، وَصَدَقَ رَحِمَهُ اللهُ: فَالْبَاطِنِيَّةُ تَشْمَلُ الدُّرُوزَ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةَ: وَتَشْمَلُ اَيْضاً النُّصَيْرِيَّةَ: لَكِنَّ مُصْطَلَحَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ مَثَلاً: قَدْ لَايَشْمَلُ الدُّرُوزَ: وَلَايَشْمَلُ اَيْضاً النُّصَيْرِيَّةَ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ: يَطْلُبُ فِيهِ شَرْحاً عَنْ عَقَائِدِ الْقَوْمِ الْبَاطِنِيِّينَ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: قَالَ اَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ الْاَشْعَرِيُّ: هَؤُلَاءِ: ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ هُوَ الرَّفْضُ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ الرَّفْضَ وَالتَّشَيُّعَ، ثُمَّ يَقُولُ الْغَزَالِيُّ: وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ: بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيِّينَ مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ كُفَّارٌ: بَلْ هُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: وَاَكْفَرُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَذْكُرُ لَكُم الْآَنَ شَيْئاً مِنْ زَنْدَقَةِ الْقَوْمِ: فَاِذَا جِئْنَا مَثَلاً اِلَى التَّوْحِيدِ عِنْدَ الْبَاطِنِيَّةِ: فَنَجِدُ اَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِاِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة: اِلَهٌ يُسَمُّونَهُ السَّابِقَ: وَاِلَهٌ آَخَرُ يُسَمُّونَهُ التَّالِي! نَعَمْ اَخِي: اَمَّا السَّابِقُ: فَهُوَ عِلَّةٌ! وَاَمَّا التَّالِي: فَهُوَ مَعْلُولٌ! نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا يُذَكِّرُنَا بِمَقَالَةِ الْمَجُوسِ: عِنْدَمَا قَالُوا بِالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ قَالُوا بِاِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ: وَهُمَا اِلَهٌ لِلنُّورِ! وَاِلَهٌ لِلظُّلْمَةِ! نَعَمْ اَخِي: فَالْبَاطِنِيَّةُ مُشْرِكُونَ فِي هَذَا الْبَابِ، نَعَمْ اَخِي: وَاِذَا جِئْنَا اِلَى النُّبُوَّاتِ: نَجِدُ اَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ يَسْخَرُونَ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ، وَيَطْعَنُونَ بِالْاَنْبِيَاءِ، وَيَطْعَنُونَ مَثَلاً فِي نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ! وَيُنْكِرُونَ الْوَحْيَ! كَمَا قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله: وَحَقِيقَةُ اَمْرِ الْبَاطِنِيَّةِ: اَنَّهُمْ لَايُؤْمِنُونَ بِنَبِيٍّ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ: لَابِنُوحٍ! وَلَا اِبْرَاهِيمَ! وَ لَا بِمُوسَى! وَلَابِعِيسَى! بَلْ وَلَا مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ اَجْمَعِينَ! وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ كُتُبِ اللهِ الْمُنَزَّلَةِ! لَا التَّوْرَاةِ! وَلَا الْاِنْجِيلِ! وَلَا الزَّبُورِ! وَلَا الْقُرْآَنِ! فَهُمْ يُرِيدُونَ اِبْطَالَ الدِّينِ! وَهَدْمَ دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ! فَاَبْطَلُوا مَسَائِلَ الِاعْتِقَادِ! كَمَا اَيْضاً عَطَّلُوا الشَّرَائِعَ: مِنْ خِلَالِ مَايُسَمَّى بِالتَّاْوِيلِ الْبَاطِنِيِّ! اِنْتَهَى كَلَامُ شَيْخِ الْاِسْلَامِ رَحِمَهُ الله، نَعَمْ اَخِي: وَفِي هَذَا الْمَقامِ يَقُولُ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: وَالَّذِي يَصِحُّ عِنْدِي مِنْ دِينِ الْبَاطِنِيَّةِ: اَنَّهُمْ دَهْرِيَّةٌ! زَنَادِقَةٌ! يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ! وَيُنْكِرُونَ الرُّسُلَ وَالشَّرَائِعَ كُلَّهَا! نَعَمْ اَخِي: فَهُمْ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْعَالَمَ شَرِيكاً مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ الْقِدَمِ الْاَزَلِيِّ الَّذِي لَابِدَايَةَ لَهُ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ الْبَغْدَادِيُّ: وَالدَّلِيلُ عَلَى اَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ وَدَهْرِيَّةٌ: مَاقَرَاْتُهُ فِي كِتَابِهِمُ الْمُتَرْجَمِ بِالسِّيَاسَةِ وَالْبَلَاغِ الْاَكِيدِ وَالنَّامُوسِ الْعَظِيمِ: وَهُوَ رِسَالَةٌ كَتَبَهَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْرَوَانِيِّ: اِلَى اَبُو طَاهِر سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرْمُطِيِّ، نَعَمْ اَخِي: فَعَرَضَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ: اِلَى جُمْلَةٍ مِمَّا جَاءَ فِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ الْقَيْرَوَانِيُّ وَالِدُ الْخُلَفَاءِ الْعُبَيْدِيِّينَ الَّذِينَ حَكَمُوا الْمَغْرِبَ وَمِصْرَ، فَبَعَثَ الْقَيْرَوَانِيُّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ اِلَى اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ الَّذِي فَعَلَ الْاَفَاعِيلَ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، فَمَاهِيَ قِصَّةُ اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ هَذَا؟ نَعَمْ اَخِي: دَخَلَ الْبَصْرَةَ فِي الْعِرَاقِ، وَقَتَلَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَصْرَةَ، وَاَحْرَقَ الْجَامِعَ، وَفَعَلَ الْاَفَاعِيلَ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَمَا سَيَاْتِي فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ اِنْ شَاءَ الله، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَاذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: يَقُولُ عُبَيْدُ اللهِ الْقَيْرَوَانِيِّ لِاَبُو طَاهِرَ الْقُرْمُطِيِّ مَايَلِي: اَكْرِمِ الدَّهْرِيَّةَ: فَاِنَّهُمْ مِنَّا، وَنَحْنُ مِنْهُمْ، نَعَمْ اَخِي: اَلدَّهْرِيَّةُ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ هَذَا الْعَالَمِ الْقَدِيمِ الْاَزَلِيِّ الَّذِي لَابِدَايَةَ لَهُ وَلَانِهَايَةَ بِزَعْمِهِمْ: يَقُولُ اللَّعِينُ لِلْمَلُعُونِ: اَكْرِمْهُمْ(وَالْمَعْنَى: اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَابِ: عَفْواً اَخِي: نَقْصُدُ اَنَّهُ لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْخَلْقِ وَالْاِيجَادِ بِزَعْمِهِمْ: بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْعَالَمَ الْقَدِيمَ الْاَزَلِيَّ الْمَوْجُودَ: سَبَقَ وُجُودُهُ وُجُودَ اللهِ بِزَعْمِهِمْ! وَخَلَقَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ دُونَ تَدَخُّلٍ مِنَ الله! نَعَمْ اَخِي: وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ: يُكَذِّبُ الْبَاطِنِيَّةَ الدَّهْرِيَّةَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الْاَوَّلُ(الَّذِي لَا اَوَّلَ قَبْلَهُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْقَدِيمِ الْاَزَلِيِّ الْمَزْعُومِ الَّذِي لَابِدَايَةُ لَهُ بِزَعْمِهِمْ{ وَالْآَخِرُ( الَّذِي لَا آَخِرَ بَعْدَهُ حِينَمَا يُفْنِي سُبْحَانَهُ هَذَا الْعَالَمَ وَيُهْلِكُهُ قَبْلَ اَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ جَدِيدٍ مِنْ اَجْلِ الْحِسَابِ ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ(فَلَايُجِيبُهُ اَحَدٌ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْفَانِي الْهَالِكِ، وَلَكِنَّهُ يُجِيبُ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ{لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ( وَلِذَلِكَ{هُوَ الْاَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم( نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ الْقَيْرَوَانِيُّ فِي رِسَالَتِهِ اِلَى الْقُرْمِطِيِّ: اُوصِيكَ بِتَشْكِيكِ النَّاسِ فِي الْقُرْآَنِ، وَالتَّوْرَاةِ، وَالْاِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ اَوْصَاهُ فِي رِسَالَتِهِ الْحَقِيرَةِ هَذِهِ: بِالدَّعْوَةِ اِلَى اِبْطَالِ الشَّرَائِعِ، وَالْغَيْبِيَّاتِ وَمِنْهَا الْمَعَادِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْجِنِّ، كَمَا اَيْضاً تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ: طَعْناً فِي الْاَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: وَاسْتِحْلَالاً لِوَطْءِ الْمَحَارِمِ وَالرِّجَالِ وَنِكَاحِهِمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَنَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ نُبْذَةٌ مُخْتَصَرَةٌ عَنْ عَقَائِدِ الْقَوْمِ، بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَطْلُبُ فِيهِ مَعْلُومَاتٍ عَنْ تَارِيخِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَمَعْلُومَاتٍ اُخْرَى عَنِ الْبِلَادِ وَالْمُدُنِ وَالدُّوَلِ الَّتِي قَامَتْ لِهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيِّينَ عَبْرَ التَّارِيخِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّنَا نَذْكُرُ بَعْضاً مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي قَامَتْ لَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: اَوَّلُ دَوْلَةٍ قَامَتْ لَهُمْ فِي الْيَمَنِ: فَاسْتَطَاعَ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ: وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَوْشَبِ الَّذِي يُلَقَّبُ بِمَنْصُورِ الْيَمَنِ: وَهُوَ مِنْ دُعَاةِ الْبَاطِنِيَّةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الَّذِينَ اسْتَطَاعُوا اَنْ يُؤَسِّسُوا اَوَّلَ دَوْلَةٍ اِسْمَاعِيلِيَّةٍ لَهُمْ سَنَةَ 268 هِجْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ هَذَا فِي الْاَصْلِ رَافِضِيّاً عَلَى طَرِيقَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة، لَكِنَّهُ تَحَوَّلَ اِلَى مَذْهَبِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْبَاطِنِيَّةَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ الَّذِينَ اَسَّسُوا هَذِهِ الدَّوْلَةَ، فَذَهَبُوا اِلَى الْيَمَنِ، وَتَظَاهَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي بِدَايَةِ الْاَمْرِ: بِالزُّهْدِ، وَالْوَرَعِ: بَلْ اِنَّ الْحَسَنَ بْنَ حَوْشَبَ تَظَاهَرَ اَنَّهُ عَلَى طَرِيقَةِ اَهْلِ السُّنَّةِ: حَتَّى تَمَكَّنُوا وَصَارَتْ لِهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةِ شَوْكَةٌ وَصَار لَهُمْ اَتْبَاعٌ وَقُوَّةٌ وَمَنَعَةٌ: فَعِنْدَئِذٍ اَظْهَرُوا كُفْرَهُمْ، وَاَظْهَرُوا الدَّعْوَةَ اِلَى اِلْحَادِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ مَثَلاً فِي بِدَايَةِ حَبْكَتِهِ وَخُطَّتِهِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَةِ: بَنَى مَسْجِداً، وَاَظْهَرَ النُّسُكَ اَمَامَ النَّاسِ وَالْوَرَعَ وَالتَّقْوَى، وَكَانَ يَشْتَغِلُ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ: فَانْخَدَعَ بِهِ السُّذَّجُ وَالْبُسَطَاءُ مِنْ اَهْلِ الْيَمَنَ، وَالْتَفُّوا حَوْلَهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بَدَاَ شَيْئاً فَشَيْئاً يَدَّعِي اَنَّ عِنْدَهُ شَيْئاً مِنَ الْخَوَارِقِ وَالْكَرَامَاتِ، ثُمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ، ثُمَّ اَعْفَى اَتْبَاعَهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ مِنْ اَدَاءِ الشَّعَائِرِ مِنْ صَلَاةٍ وَصَوْمٍ وَحَجٍّ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَحَلَّ لِاَتْبَاعِهِ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ مِنَ الْبَنَاتِ وَالْاَخَوَاتِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ، وَدَعَا اِلَى اِبْطَالِ الشَّرِيعَةِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالتَّوْحِيدِ، نَعَمْ اَخِي: وَلَمْ يَكْتَفُوا بِاِقَامَةِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ، بَلْ نَشَطُوا وَاَرْسَلُوا الدُّعَاةَ اِلَى شَمَالِ اِفْرِيقِيَّا، وَنَجَحَ اَحَدُهُمْ وَهُوَ اَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيعِيِّ: وَاسْتَطَاعَ اَنْ يَنْشُرَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ خَاصَّةً فِي قَبِيلَةِ كِتَامَةَ، نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ اَنَّ هَذِهِ الدَّوْلَةَ قَامَتْ فِي الْيَمَنِ: لَكِنَّهَا لَقِيَتْ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً مِنْ قِبَلِ الزَّيْدِيَّةِ الشُّرَفَاءِ: فَقَامَتْ حُرُوبٌ طَاحِنَةٌ بَيْنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَبَيْنَ الزَّيْدِيَّةِ: حَتَّى هَلَكَ مَنْصُورُ الْيَمَنِ الْاِسْمَاعِيلِيُّ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنِ حَوْشَبَ عَامَ 302 هِجْرِيَّة: ثُمَّ هَلَكَ بَعْدَهُ بِعَامٍ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْاِسْمَاعِيلِيُّ الْبَاطِنِيُّ سَنَةَ 303، نَعَمْ اَخِي: هَذَا مِثَالٌ مِنْ دُوَلِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ فِي الْيَمَنِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَاْخُذُ مَثَلاً آَخَرَ مِنْ دُوَلِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ: وَهِيَ دَوْلَةُ الْقَرَامِطَةِ الَّتِي قَامَتْ فِي الْبَحْرَيْنِ: نَعَمْ اَخِي: هَاجَمَ الْقَرَامِطَةُ الْبَصْرَةَ فِي الْعِرَاقِ وَنَوَاحِي الشَّامِ وَالْبَحْرَيْنِ وَالْقَطِيفِ: اِلَى اَنِ اسْتَطَاعُوا اَنْ يُؤَسِّسُوا دَوْلَةً فِي الْبَحْرَيْنِ: بِقِيَادَةِ اَبُو سَعِيدٍ الْقُرْمُطِيِّ: فَحَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ قِتَالٌ شَدِيدٌ وَطَوِيلٌ: فَهَزَمَ الْاِسْمَاعِيلِيُّونَ الْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيُّونَ الدَّوْلَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ: بَلْ تَسَلَّطُوا عَلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ: وَقَتَلُوا الْحُجَّاجَ: وَبَلَغَتْ بِهِمُ الْجُرْاَةُ وَالْكُفْرُ الْبَوَاحُ اِلَى اَنَّهُمْ دَخَلُوا مَكَّةَ سَنَةَ 317 هِجْرِيَّة بِقِيَادَةِ اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ الْبَاطِنِيِّ الْاِسْمَاعِيلِيِّ: فَقَتَلُوا الْحُجَّاجَ: وَرَمَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ: وَهَدَمُوا الْكَعْبَةَ: وَنَزَعُوا الْحَجَرَ الْاَسْوَدَ: وَحَمَلُوهُ اِلَى عَاصِمَتِهِمْ هَجَرَ: وَظَلَّ عِنْدَهُمْ 22 عَاماً، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يُؤَرِّخُ لِهَذِهِ الْحَادِثَةِ الْمَشْؤُومَةِ: وَجَلَسَ اَمِيرُهُمْ اَبُو طَاهِرٍ لَعَنَهُ اللهُ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ: وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ: وَالسُّيُوفُ تَعْمَلُ عَمَلَهَا فِي رِقَابِ النَّاسِ: فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ: يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الَّذِي هُوَ مِنْ اَشْرَفِ الْاَيَّامِ بَعْدَ عَرَفَةَ وَالنَّحْرِ وَهُوَ يَقُولُ: اَنَا بِاللهِ وَبِاللهِ اَنَا! يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَاُفْنِيهِمْ اَنَا! فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ مِنْهُ، وَكَانَ الْحُجَّاجُ يَفِرُّونَ مِنْهُ وَيَتَعَلَّقُونَ بِاَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: فَلَايُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئاً: بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ: بَلْ يَقْتُلُونَهُمْ فِي الطَّوَافِ، ثُمَّ اَمَرَ الْقُرْمُطِيُّ الْخَبِيثُ اللَّعِينُ الْمُجْرِمُ السَّفَّاحُ: بِاَنْ يُقْتَلَعَ الْحَجَرُ الْاَسْوَدُ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: فَضَرَبَ الْحَجَرَ الْاَسْوَدَ بِمِصْقَلٍ فِي يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ مَسْتَهْزِئاً: اَيْنَ الْاَبَابِيل! اَيْنَ الْحِجَارَةُ مِنْ سِجِّيل! نَعُوذُ بِاللِه مِنْ هَذَا الِاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ مِنْ جَرَائِمِ الْبَاطِنِيَّةِ: لَمْ يَقِفْ اَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى صَعِيدِ عَرَفَاتَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ سَنَةَ 317 هِجْرِيَّة وَاللهُ الْمُسْتَعَان، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الدَّوْلَةُ الثَّالِثَةُ: فَهِيَ الدَّوْلَةُ الْعُبَيْدِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ: وَالَّتِي تُسَمَّى كَذِباً وَزُوراً بِالدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: اِسْتَطَاعَ عُبَيْدُ اللهِ الْمَهْدِيُّ الْبَاطِنِيُّ الْاِسْمَاعِيلِيُّ: اَنْ يُؤَسِّسَ دَوْلَةً لَهُمْ فِي الْمَغْرِبِ: وَلَمْ يَكْتَفِ بِالْمَغْرِبِ: بَلْ دَخَلَ مَعَ اَتْبَاعِهِ وَجُنُودِهِ مِصْرَ تَحْتَ قِيَادَةِ جَوْهَرَ الصِّقِلِّيِّ: الَّذِي بَنَى الْقَاهِرَةَ وَشَيَّدَ الْاَزْهَرَ؟ لِيَكُونَ مَرْكَزاً لِقِيَادَةِ الدَّعْوَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَة، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْعُبَيْدِيُّونَ، وَمَعَ الْاَسَفِ: فَاِنَّنَا نَجِدُ فِي كُتُبِ التَّارِيخِ: اَنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ كَذِباً وَزُوراً بِالْفَاطِمِيِّينَ: مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ دَعْوَى انْتِسَابِهِمْ اِلَى اَهْلِ الْبَيْتِ: هِيَ دَعْوَى كَاذِبَةٌ وَغَيْرُ ثَابِتَةٍ، وَلِذَلِكَ نَجِدُ مِنَ الْبَاحِثِينَ مَنْ يُثْبِتُ اَنَّ نَسَبَهُمْ يَتَّصِلُ بِالْيَهُودِ، وَمَعَ ذَلِكَ يُصِرُّونَ عَلَى اَنَّ انْتِسَابَهُمْ اِلَى اَهْلِ الْبَيْتِ: هُوَ انْتِسَابٌ رُوحِيٌّ: وَانْتِسَابُ تَعَلُّقٍ: وَيَتَشَدَّقُونَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّ اَهْلَ الْبَيْتِ بُرَآَءُ مِنْهُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ عَنْ اَحَدٍ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ اَنَّهُ يُبِيحُ الشُّذُودَ الْجِنْسِيَّ، اَوْ يُبِيحُ نِكَاحَ الْمَحَارِم، نَعَمْ اَخِي: فَصَارَ لَهُمْ شَاْنٌ وَدَوْلَةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَفِي مِصْرَ، وَتَوَلَّى الْحُكْمَ فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْحُكَّامِ وَالطَّوَاغِيتِ الْبَاطِنِيِّينَ: كَالْمُعِزِّ، وَالْحَاكِمِ بِاَمْرِهِ* (لابِاَمْرِ اللهِ) *الَّذِي يَعْبُدُهُ الدُّرُوزُ الْخُبَثَاءُ وَلَايَعْبُدُونَ اللهَ كَمَا سَيَاْتِي، نَعَمْ اَخِي: فَلَمَّا هَلَكَ الْمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ اَحَدُ حُكَّامِ الْعُبَيْدِيِّينَ الْفَاطِمِيِّينَ: حَصَلَ النِّزَاعُ فِيمَنْ يَتَوَلَّى بَعْدَهُ الْحُكْمَ: فَوَقَعَ الِانْشِقَاقُ فِي فِرْقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: فَانْقَسَمَتْ اِلَى قِسْمَيْنِ: وَهُمَا اِسْمَاعِيلِيَّةٌ مُسْتَعْلِيَةٌ: وَاِسْمَاعِيلِيَّةٌ نِزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ مُسْتَعْلِيَة، وَنِزَارِيَّة: مَاْخُوذَةٌ مِنَ الْمُسْتَعْلِي، وَنِزَار: وَكِلَاهُمَا اَخَوَان، نَعَمْ اَخِي: وَالْاَخُ الْاَكْبَرُ لِلْمُسْتَعْلِي: هُوَ نِزَار، نَعَمْ اَخِي: فَحَصَلَتْ هَذِهِ الْخُصُومَةُ فِي الْوَلَاءِ لِاَحَدِهِمَا دُونَ الْآَخَرِ؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى هَذَا الِانْشِقَاقِ، كَمَا حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشِّيعَةِ الْكَاظِمِيَّةِ فِي الْوَلَاءِ لِمُوسَى الْكَاظِمِ اَوْ اَخِيهِ اِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا وَعَلَى اَبِيهِمَا السَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْمَعْرُوفِ فِي التَّارِيخِ الْبَاطِنِيِّ الْاِسْمَاعِيلِيِّ عَنِ الْعُبَيْدِيِّينَ الْفَاطِمِيِّينَ الْبَاطِنِيِّينَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ: الْكَيْدُ وَالْحِقْدُ وَالْبُغْضُ الشَّدِيدُ لِاَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة: وَلِهَذَا اَعْمَلُوا سُيُوفَهُمْ فِي عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ: وَقَتَلُوهُمْ شَرَّ قَتْلَةٍ، وَحَسْبُكَ اَخِي اَنْ تَعْلَمَ مَثَلاً: اَنَّهُمْ اَتَوْا اِلَى عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ: وَهُوَ اَبُو بَكْرٍ النَّابُلْسِيِّ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ، فَقَالُوا لَهُ: اِنَّكَ تَقُولُ: لَوْ كَانَ مَعِيَ عَشَرَةُ اَسْهُمٍ، لَرَمَيْتُ الْعُبَيْدِيِّينَ بِسَهْمٍ، وَرَمَيْتُ الرُّومَ بِتِسْعَةِ اَسْهُمٍ، فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ النَّابُلْسِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: لَا، بَلْ لَوْ كَانَ مَعِيَ عَشَرَةُ اَسْهُمٍ، لَرَمَيْتُكُمْ بِتِسْعَةٍ، وَرَمَيْتُ الرُّومَ بِسَهْمٍ وَاحِدٍ، فَمَاذَا فَعَلُوا بِهِ؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: قَتَلُوهُ بِقَتْلَةٍ مُؤْذِيَةٍ جِدّاً، فَاَمَرُوا اَحَدَ الْيَهُودِ: بِاَنْ يَسْلَخَ جِلْدَهُ عَنْ عَظْمِهِ وَهُوَ حَيٌّ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مِثَالٌ، وَاَمَّا الْمِثَالُ الْآَخَرُ: فَهُوَ اَنَّهُمْ اَحْضَرُوا اَحَدَ الْقُضَاةِ مِنْ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ، اِلَى مَكَانٍ حَارٍّ، وَرَبَطُوهُ حَتَّى مَاتَ عَطَشاً؟ مِنْ تَاْثِيرِ اَشِعَّةِ الشَّمْسِ الْمُحْرِقَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَقَتَلُوا عَالِماً مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ اَيْضاً: فَاَوْعَزُوا اِلَى اَتْبَاعِهِمْ اَنْ يَدُوسُوهُ بِاَقْدَامِهِمْ حَتَّى هَلَكَ، نَعَمْ اَخِي: وَشَاهَدُوا رَجُلاً مِنْ اَهْلِ السُّنةِ وَهُوَ يَقْرَاُ مُوَطَّاَ الْاِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَطَافُوا بِهِ فِي الْاَسْوَاق، نَعَمْ اَخِي: فَحَارَبُوا اَهْلَ السُّنَّةِ، وَحَارَبُوا كُتُبَهُمْ، وَشَجَّعُوا كُتُبَ التَّنْجِيمِ، وَكُتُبَ الْفَلْسَفَةِ الْيُونَانِيَّةِ الْاِلْحَادِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى الْحَدِيثِ عَنْ دَوْلَةٍ اُخْرَى لَهُمْ: وَهِيَ الدَّوْلَةُ الصُّلَيْحِيَّةُ فِي الْيَمَنِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الدَّوْلَةُ قَامَتْ عَلَى الْمَذْهَبِ الْاِسْمَاعِيلِيِّ الْبَاطِنِيِّ الْمُسْتَعْلِي عَلَى الطَّرِيقَةِ الصُّوفِيَّةِ الرِّفَاعِيَّةِ! عَفْواً اَخِي: نَقْصُدُ اَنَّهَا قَامَتْ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ: قَامَتْ فِي الْيَمَنِ: ثُمَّ انْقَرَضَتْ عَامَ 563 هِجْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَشَفَ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ الْحَمَّادِيُّ اَحَدُ عُلَمَاءِ الْيَمَنِ: اَسْرَارَ هَؤُلَاءِ الصُّلَيْحِيِّينَ فِي كِتَابِهِ: كَشْفُ اَسْرَارِ الْبَاطِنِيَّةِ الْمَاسُونِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ دُوَلِهِمْ اَيْضاً: اَلدَّوْلَةُ الَّتِي اَنْشَاَهَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ: بِعُنْوَانِ حَرَكَةِ الْحَشَّاشِينَ: وَالَّتِي كَانَتْ فِي اِيرَانَ: وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ عَلَى الطَّرِيقَةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَتِ الدَّوْلَةُ الصُّلَيْحِيَّةُ فِي الْيَمَنِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، وَاَمَّا حَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ: فَكَانَتْ فِي اِيرَانَ عَلَى طَرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الرَّجُلُ الْخَبِيثُ: وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: رَبَّى اَتْبَاعَهُ عَلَى التَّضْحِيَةِ وَالطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ: كَمَا رَبَّى الشَّاهُ الصَّفَوِيُّ الْخَبِيثُ اَتْبَاعَهُ مِنَ الصَّفَوِيِّينَ اَيْضاً، وَكَانُوا يُلًقَّبُونَ بِالْفِدَائِيِّينَ، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ الصَّبَّاحُ هَذَا يَسْتَخْدِمُ مَعَ خُصُومِهِ اُسْلُوبَ الِاغْتِيَالَاتِ الْغَادِرَةِ، نَعَمْ اَخِي: فَالْخُصُومُ وَالَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ اَتْبَاعِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْوُزَرَاءِ وَحُكَّامِ اَهْلِ الْاِسْلَامِ: كَانَ يَسْتَخْدِمُ مَعَهُمْ اُسْلُوبَ الْغَدْرِ بِالْقَتْلِ وَالِاغْتِيَالِ: وَمِنْ ذَلِكَ اَنَّهُ اغْتَالَ نِظَامَ الْمُلْكِ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ الْوَزِيرُ السُّلْجُوقِيُّ الْمَشْهُورُ: وَاَشَاعَ الرُّعْبَ وَالْفَزَعَ وَالْقَتْلَ فِي زَمَنِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ: حَتَّى اَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ تَلْبِيسُ اِبْلِيسَ: يَذْكُرُ هَذَا الرُّعْبَ الَّذِي حَلَّ بِالنَّاسِ، نَعَمْ اَخِي: يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: وَكَانَ الْاِنْسَانُ اِذَا دَنَا وَقْتُ الْعَصْرِ وَلَمْ يَعُدْ اِلَى مَنْزِلِهِ، اَيِسُوا مِنْ عَوْدَتِهِ، وَعَرَفَ اَهْلُهُ اَنَّهُ قَدِ اغْتِيلَ مِنْ قِبَلِ هَؤُلَاءِ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ النِّزَارِيِّينَ الْحَشَّاشِينَ، نَعَمْ اَخِي: وَفَتَّشَ النَّاسُ الْمَوَاضِعَ: فَوَجَدُوا امْرَاَةً فِي دَارٍ لَاتَبْرَحُ فَوْقَ حَصِيرٍ: فَاَبْعَدُوا هَذِهِ الْمَرْاَةَ رَغْماً عَنْهَا: فَوَجَدُوا تَحْتَ الْحَصِيرِ اَرْبَعِينَ قَتِيلاً: فَقَتَلُوا الْمَرْاَةَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ الْخَبِيثَةَ النِّزَارِيَّةَ الْحَشَّاشَةَ، وَاَحْرَقُوا الدَّارَ، وَكَانَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ اِسْمَاعِيلِيٌّ خَبِيثٌ اَعْمَى يَجْلِسُ عَلَى بَابِ الزِّقَاقِ الضَّيِّقِ الَّذِي فِيهِ تِلْكَ الدَّارُ، فَاِذَا مَرَّ اِنْسَانٌ مَا، سَاَلَهُ اَنْ يَقُودَهُ خُطُوَاتٍ اِلَى الزِّقَاقِ، فَاِذَا اقْتَرَبَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ، جَذَبَهُ مَنْ فِي الْبَيْتِ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ النِّزَارِيِّينَ الْبَاطِنِيِّينَ الْغَادِرِينَ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهِ وَعَلَى اَمْوَالِهِ، وَقَتَلُوهُ حَتَّى بَلَغَ مَجْمُوعُ الْقَتْلَى اَرْبَعِينَ قَتِيلاً، وَهَذِهِ اَخِي هِيَ طُرُقُ الْبَاطِنِيَّةِ الْغَادِرَةِ فِي الِاغْتِيَالِ، وَمَااَكْثَرَهَا فِي اَيَّامِنَا، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ الله: فَجَدَّ الْمُسْلِمُونَ السُّنَّةُ فِي طَلَبِهِمْ بِاَصْفَهَانَ فِي اِيرَانَ وَقَتَلُوا مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ الْخُبَثَاءِ الْحَشَّاشِينَ خَلْقاً كَثِيراً، وَبَشِّرِ الْقَاتِلَ بِالْقَتْلِ وَلَوْ بَعْدَ حِين، نَعَمْ اَخِي: وَحَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ هَذِهِ لَمْ تَقِفْ عِنْدَ اِيرَانَ: بَلِ امْتَدَّ نَشَاطُهَا حَتَّى وَصَلَ اِلَى الشَّامِ: عَنْ طَرِيقِ اَحَدِ دُعَاتِهِمُ الْبَارِزِينَ: وَهُوَ رَاشِدُ الدِّينِ سِنَان، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَانَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ: حَرِيصِينَ عَلَى اغْتِيَالِ صَلَاحِ الدِّينِ الْاَيُّوبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ: وَاغْتَالُوا غَيْرَهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ خَطَاً: كَمَا حَصَلَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حِينَمَا نَجَا وَاغْتَاَل الْخَوَارِجُ غَيْرَهُ خَطَاً، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَاطِنِيُّ الْاِسْمَاعِيلِيُّ النِّزَارِيُّ زَعِيمُ حَرَكَةِ الْحَشَّاشِينَ: حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَكُونَ اَتْبَاعُهُ مِنَ الْاَغْبِيَاءِ الَّذِينَ لَايُفَرِّقُ اَحَدُهُمْ بَيْنَ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ: اَيْ بَيْنَ يَدِهِ الْيُمْنَى وَيَدِهِ الْيُسْرَى الشِّمَالِيَّةِ: كَمَا يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَفِعْلاً تَجِدُ عِنْدَ اَتْبَاعِهِ مِنَ التَّضْحِيَةِ وَالطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ، مَالَاتَجِدُهُ عِنْدَ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، وَمَالَاتَجِدُهُ اِلَّا عِنْدَ الدَّوْلَةِ الصَّفَوِيَّةِ الْخَبِيثَة، وَاَمَّا اَهْلُ السُّنَّةِ: فَمَا زَالَ اَكْثَرُهُمْ اِلَى الْآَنَ لَايُقِيمُونَ وَزْناً وَلَا احْتِرَاماً لِعُلَمَائِهِمْ وَاَوْلِيَاءِ اُمُورِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وُسُمِّيَتْ حَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ بِهَذَا الِاسْمِ؟ لِاَنَّ زَعِيمَهَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: كَانَ يُعْطِي اَتْبَاعَهُ نَوْعاً مِنَ الْمُخَدِّرِ الَّذِي يُسَبِّبُ الْاِدْمَانَ عَلَيْهِ: وَنَوْعاً مِنَ الْحَشِيش، نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ هِيَ بَعْضُ دُوَلِهِمْ وَبَعْضُ شُرُورِهِمْ، عَرَضْنَاهَا لَكَ، وَاِلَّا فَمَا عَرَضْنَاهُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: هُوَ غَيْضٌ مِنَ الْفَيْضِ الْهَائِلِ مِنْ شُرُورِهِمْ وَجَرَائِمِهُمُ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى: وَخَاصَّةً بِحَقِّ اَهْلِ السُّنَّةِ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: مَاهِيَ دَرَجَاتُ حِيَلِهِمْ وَدَهَائِهِمْ وَخُبْثِهِمْ وَمَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمْ؟ وَكَيْفَ كَانُوا يَسْتَجْلِبُونَ الْاَتْبَاعَ وَيَجْذُبُونَهُمْ اِلَى دَعْوَتِهِمُ الْخَبِيثَةِ وَيُحَبِّبُونَهُمْ بِهَا؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي:
|
|||
10-04-16, 05:13 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الباطنية الاسماعيلية والنصيرية والدرزية بشيء من التفصيل
|
|||
10-04-16, 05:17 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الباطنية الاسماعيلية والنصيرية والدرزية بشيء من التفصيل
|
|||
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|